بعضهم يصفه بالبطل و البعض الاخر يصفه بالخائن فيما يكتفي هو بوصف نفسه انه "أمريكي".
ادوارد سنودن مفجر اكبر فضيحة خيانة في التاريخ الامريكي حسب شهادة الكثيرين.
تلقى دعما من اشهر الجماعات و الافراد حول العالم كمؤسس ويكيليكس الذي وصفه بالبطل , فيما لقي انتقادات شاسعة خصوصا من الجماعات الحكومية حيث وصف اوباما قضية سنودن انها خيانة عظمى.
ادوارد سنوودن من مواليد ولاية كارولينا الشمالية سنة 1983 عمل لدى الجيش الامريكي في عدة قواعد حول العالم كان يريد الالتحاق بالجيش الامريكي في حرب العراق لكنه لم يوفق في ذلك اذ يقول :"كنت أنوي أن أشارك في القتال بالعراق، لأنني شعرت بمسؤوليتي الإنسانية التي حتمت علي مساعدة تحرير الناس من العيش تحت الاضطهاد."
وأضاف بأن "معظم المدربين في البرنامج كانوا متحمسين لقتل العرب وليس لتحرير أي منهم"، لكن تم تسريحه من البرنامج عندما كسرت كلتا رجليه خلال التدريب.عمل لدى CIA ثم لدى وكالة الامن القومي NSA الى غاية العاشر من يونيو الماضي.عمل تحت قيادة NSA في عدة دول كسويسرا مثلا و يحمل عدة شهادات من بينها شهادة الهاكر الاخلاقي CEH .
وكالة الامن القومي National Security Agency وفضيحة التجسس:
NSA وكالة حكومية امريكية تاسست سنة 1954 و مسؤولة عن جمع المعلومات المرسلة عن طريق أنظمة الاتصالات المختلفة، وتحليلها بواسطة تقنيات متقدمة ,مقرها ولاية ماريلاند الامريكية.
سنة 2008 فكر سنودن بكشف حقيقة اعمال NSA لكنه تراجع عن قراره ايمانا منه بقدرةالرئيس المنتخب حديثا -اوباما- على التغيير لكنه احبط فيما بعد من تعامل الرئيس الجديد مع الامر و عدم القيام باي تغيير.
06/06/2013 في خبر حصري لصحيفة الغوارديان البريطانية كشف سنودن استعمال وكالة الامن القومي لبرنامج PRISM السري للغاية للولوج لقواعد البيانات الخاصة بالشركات العملاقة , غوغل , آبل , فايسبوك و مايكوسوفت للتجسس على كل تحركات مستخدمي الانترنت حول العالم كالتمكن من قراءة محتوى ايميلاتهم او ارشيف بحثهم و اي وثيقة اخرى مخزنة في الخدمة السحابية.
مسؤولي هذه الشركات العملاقة نفو اي معرفة ببرنامج التجسس هذا
اذ قال احد مسؤولي ابل انه لم يسبق ان سمع بشيئ اسمه prism وانه ان كانت الحكومة تقوم بشيئ كهذا فانه طبعا من دون علم الشركات.
فيما ترى عدة جهات ان الامر كان باتفاق بين الشركات و بين NSA وهذه صور تبين المعلومات التي يجمعها البرنامج وكذا سنة ولوج مختلف الشركات الى هذا البرنامج :
كما اكدت تقارير ان وكالة الامن القومي كانت تنوي اضافة خدمة DropBox لهذه القائمة في وقت متأخر من سنة 2013.
في هذه الاثناء كان سنودن في هونغ كونغ اذ غادر الولايات المتحدة يوم 20 ماي .
23/06/2013 غادر سنودن هونغ كونغ صوب موسكو بعد قررت سلطات هونغ كونغ تسليمه للولايات المتحدة التي طلبت تسليمه احتراما لاتفاقية تسليم المجرمين بين البلدين , لكن سنودن كان قد وصل الى موسكو.
بقي سنودن في مطار موسكو الدولي لمدة اربعين يوما غير قادر على الخروج او السفر الى امريكا الجنوبية- التي كانت قد منحته 3 دول منها حق اللجوء السياسي- بسبب الغاء جواز سفره الامريكي عندما كان في الطائرة متجها من هونغ كونغ نحو موسكو في انتظار الحصول على حق اللجوء السياسي و بطاقة الاقامة.
في تلك المدة التي قضاها في المطار يقول محاميه انه كان يمضي وقته في قراء الكتب التي تتحدث عن الثقافة و نمط العيش في روسيا اضافة الى تعلم ابجديات اللغة الروسية و كذا استخدام الانترنت, لقي سنودن دعما كبيرا من المواطنين الروسيين هناك , كما انه كان يلتقي كل يوم محاميه الذي يزوره في المطار و الذي ساعد أب سنودن لاحقا في تجهيز التاشيرة لزيارة ابنه , الاب الذي صرح انه فخور بما قام به ابنه. في هذه الاثناء كانت المفاوضات جارية بين الحكومتين الامريكية و نظيرته الروسية بشان تسليم سنودن و التي انتهت برفض روسيا لهذا الامر و توقيف العلاقات مؤقتا بين الدولتين من طرف اوباما.
في الاول من غشت الجاري حصل سنودن على وثائق اقامة مؤقتة لمدة سنة في روسيا ليغادر المطار من نفس اليوم و يستقر باقامته الجديدة التي فضل جعلها غير معروفة حفاظا على سلامته.
و كان سنودن قبل ذلك بيوم واحد -31/07- قد كشف عن ثاني برنامج سري للتجسس و المستعمل من طرف NSA برنامج XKeyScore
الذي يمكن تعريف على انه محرك بحث للجواسيس اذ يمكن المستخدم من البحث عن اي معلومات عن اي شخص حول الانترنت من رسائل و كلمات مرور و اتصالات و رسائل دردشة.
يقيم سنودن حاليا في روسيا و نفى محاميه انه في موسكو بالضبط و قد عرضت عليه عدة شركات روسية فرصة للعمل معها نظرا لقدراته الفائقة و خبرته , كشركة VK وهي شبكة اجتماعية روسية ذائعة الصيت هناك.
يقول سنودن انه لايشعر بالخوف على نفسه من اي جهة كانت لان هذا كان قراره , فيما يؤكد قلقه من اي تصرف ضد عائلته في الولايات المتحدة.
تبقى هذه القضية احدى اشهر قضايا العقد الحالي و اشهر قضية في التاريخ الامريكي حيث كشفت القناع عن الديموقراطية المصطنعة التي تتغنى بها الولايات المتحدة و افقدت ثقة الامريكيين في حكومة اوباما التي يؤكد المختصون انها لم تكن لتفوز في الانتخابات لو انفجرت القضية قبل انتخابات 2012.